الـنـحـو: مـقـدمـة فـي عـلـم الـنـحـو
يقول الشاعر ابن طيب إسحاق بن خلف البهراني
:
النحو يبسط من لسان الألكن * والمرء تكرمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلَّها * فأجلُها عندي مقيم الألسن
في البيتين السابقين ما يدل على أهمية علم
النحو وتعلمه، لما له من تأثير على قراءة القرآن وتفسيره، وعلى اللغة العربية التي
هي هوية المسلم وعزته.
كلمة (النحو) لغويا تدل على معانٍ عدة،
جمعها أحدهم في البيت الآتي:
قصد ومثل ومقدار وناحية * نوع وبعض وحرف فاحفظ المثلا
أما اصطلاحا فهو "العلم بالقواعد التي
يعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها من حيث البناء
والإعراب".
وجمع المعنيين الشيخ أبو سرور الجامعي في
بيت واحد، قال فيه:
فالنحو في لغتي قصد ومصطلحا * علم به آخر الأقوال يحتكم
و بالطبع المعهود أننا حينما نتحدث عن
النحو لابد لنا من ذكر الإعراب. والإعراب يعني "بيان القيمة النحوية للكلمة
وهو فرع المعنى". أي توضيح موقع الكلمة في الكلام من خلال العلامة الإعرابية
الموضحة آخره. هذا يعتمد على فهم معنى الكلام ومعرفة السياق.
ويرجع سبب وضع علم النحو الرئيس إلى (
انتشار اللحن ) . واللحن يعني "الخطأ في الإعراب ومخالفة وجه الصواب فيه".
من هنا دعت الحاجة إلى تعلم النحو والإعراب، فقد قال أبو الطيب " واعلم أن
أول ما اختل من كلام العري وأحوج إلى المتعلم: الإعراب، ولأن اللحن ظهر في كلام
الموالي والمتعربين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد روينا أن رجلا لحن بحضرته
فقال –أي النبي صلى الله عليه وسلم- : أرشدوا أخاكم فقد ضل". وعندما بدأ
اللحن يزحف إلى القرآن الكريم، كلّف الإمام علي بن أبي طالب –كرم الله وجهه- أبو
الأسود الدؤلي بوضع قواعد هذا العلم.
جميييل جدا...واصلي
ردحذف